ليلى وزهرة الأماني

في إحدى القرى الجميلة، حيث تشرق الشمس ببهجة كل صباح، كانت تعيش فتاة صغيرة اسمها ليلى. كانت ليلى تحب اللعب في الحديقة الواسعة خلف منزلها، وكانت تقضي ساعات طويلة بين الأزهار الملونة والفراشات الرقيقة.

كانت ليلى تملك صديقًا مميزًا جدًا، وهو سنجاب صغير يدعى بندق. كان بندق مرحًا ونشيطًا، وكان دائمًا يركض ويقفز بين الأشجار. التقت ليلى ببندق لأول مرة عندما كانت صغيرة جدًا، ومنذ ذلك الحين أصبحا لا يفترقان.

ليلى الصغيرة ذات الضفيرتين المبتسمة، ترتدي مريلة زرقاء، تحمل حبة بلوط في يدها وتلعب في حديقة خضراء مليئة بالزهور الملونة. يجلس سنجاب صغير على كتفها، وسناجب أخرى على شجرة كبيرة في الخلفية. أشعة الشمس الذهبية تتخلل أوراق الشجر.

ذات يوم مشمس، بينما كانت ليلى وبندق يلعبان لعبة الغميضة بين الأشجار، لاحظا شيئًا غريبًا. كانت هناك زهرة كبيرة، ذات ألوان زاهية لم يروا مثلها من قبل. كانت الزهرة تتوهج بلطف، وكأنها تحمل سرًا بداخلها.

اقتربت ليلى وبندق بحذر من الزهرة. كانت رائحتها منعشة وجميلة. فجأة، بدأت الزهرة بالتوهج بشكل أقوى، وسمعا صوتًا خافتًا ينبعث منها. كان الصوت يقول: “أنا زهرة الأماني، وأنا أمنح أمنية واحدة لكل من يجدني بقلب نقي وشجاع.”

نظرت ليلى إلى بندق بدهشة، ونظر بندق إليها بنفس الدهشة. أمنية واحدة! ماذا سيتمنيان؟

ليلى جالسة على ركبتيها في الحديقة، تنظر بدهشة إلى زهرة كبيرة متوهجة بألوان زاهية من الأزرق والوردي والأصفر. يجلس السنجاب بندق بجانبها وينظر إلى الزهرة أيضًا

فكرت ليلى وبندق طويلاً. كان بندق يتمنى الحصول على أكبر كومة من المكسرات اللذيذة في العالم. أما ليلى، فكانت تفكر في كل الأشياء الجميلة التي يمكن أن تتمناها. هل تتمنى أن تصبح أميرة؟ أم أن يكون لديها منزل مليء بالألعاب؟

بينما كانت تفكر، تذكرت ليلى قصة قديمة حكتها لها جدتها عن قرية جارة كانت تعاني من نقص في المياه. كانت الجدة تقول إن الأطفال هناك لا يستطيعون اللعب في الحدائق الخضراء لأن الأرض جافة.

شعرت ليلى بحزن شديد. قررت أنها لن تتمنى شيئًا لنفسها. نظرت إلى بندق وقالت: “بندق، أعتقد أنني أعرف ما سأتمناه.”

ابتسم بندق، وكأنه فهم ما تفكر فيه ليلى. اقتربت ليلى من زهرة الأماني ووضعت يدها الصغيرة عليها. أغمضت عينيها وتمنت بصوت خافت: “أتمنى أن تتدفق المياه في القرية الجارة، وأن تصبح أراضيهم خضراء وجميلة، وأن يستطيع الأطفال هناك اللعب بحرية وسعادة.”

ليلى واقفة في الحديقة، تشير بيدها نحو الأفق. من الزهرة المتوهجة، ينبعث شعاع من الضوء يتحول إلى نهر يتدفق عبر أرض كانت جافة، وفي فقاعة حوار تظهر أطفال يلعبون بسعادة في منطقة خضراء مورقة.

في اللحظة التي انتهت فيها ليلى من أمنيتها، توهجت الزهرة بقوة أكبر من أي وقت مضى. شعرت ليلى وبندق برياح لطيفة تمر من حولهما. اختفت الزهرة ببطء، تاركة وراءها شعورًا بالدفء والسعادة.

ذهبت ليلى وبندق إلى القرية المجاورة لمعرفة ما حدث. وما أن وصلا إلى هناك، حتى رأيا مشهدًا رائعًا. كانت المياه تتدفق بغزارة في النهر الذي كان جافًا من قبل. كانت الأرض تتغير ببطء، وتتحول من اللون البني إلى الأخضر الزاهي.

كان الأطفال في القرية يرقصون ويضحكون بفرح. كانوا يركضون حول النهر ويلعبون بالماء. رأى بعضهم ليلى وبندق، وركضوا نحوهما لشكرهما. كانت أعين الأطفال تلمع بالامتنان، وكانت السعادة تملأ وجوههم.

شعرت ليلى بسعادة لم تشعر بها من قبل. كانت سعادتها أكبر بكثير من أي سعادة كانت ستشعر بها لو تمنت شيئًا لنفسها. عرفت ليلى أن العطاء هو أجمل هدية يمكن أن يقدمها الإنسان.

ليلى تحمل السنجاب بندق في ذراعها، تقف بجانب النهر المتدفق في الحديقة. حولها، يركض أطفال آخرون ويضحكون ويلعبون في الماء، بينما أصبحت الأرض خضراء ومزدهرة